(النقد البناء والنقد الهدام)
           
استفدنا من محاضرة النقد الإعلامي البناء والهدام التي نظمتها صحيفة شبكة نادي الصحافة وقدمها الدكتور جمعه الخياط وايضا من المعلومات التي حصلنا عليها من الكتاب في الانترنت انه يوجد هناك فروقات في النقد البناء والهدام ، حيث أنَّ جوهر النقد يكمن في تصحيح هذه الأفكار (بطريقةٍ إيجابية)، مع الإبتعاد عن كلِّ عمليةٍ هدفها تصيُّد أخطاء الآخرين، وهو ما يسمَّى (بالنقد البناء)، والذي يهدف إلى البحث عن حلولٍ ممكنة، وتفادي هذه الأخطاء مستقبلاً. لذا، يجب أن ينتقي الناقد أعذب الألفاظ وأحسنها حتَّى يكون نقدك بنَّاءً، فلابدَّ أن يكون هناك درجةٌ من التواضع والاحترام للآخرين.

*ملاحظة هامة:-*
إنَّ النقد البنَّاء لا يقصد به الثناء والمديح، ولكن هو ذلك الأسلوب السليم الذي يستخدمه النقَّاد بهدف تحسين العمل الصحيح وتلافي الأخطاء، بشرط ألَّا يكون هذا الإنتقاد لتسليط الأضواء على الجوانب السلبية، ولا يستطيع أي شخص الإنتقاد إلا وهو على دراية تامة بهذا التخصص ، لإن هناك ارتباط وثيق بين النقد والمعرفة بعضهما ببعض من حيث المصطلحات الأدبية وقبولها على مسمع السامع بشكل رحب، والمصطلحات العلمية بين النقد البناء والهدام نوعين:-

1 / النوع الأول من المصطلح:- (النقد البنَّاء ) يهدف إلى: تحديد مكان الخطأ، وتسليط الضوء على مواضع النقص، والبحث في الأسباب، والتفتيش عن حلولٍ ممكنةٍ لمعالجة الخطأ وتفادي حصوله مستقبلاً، وذلك بغض النظر عن لوم الشخص الذي قام بالخطأ؛ إذاً {فالهدف منه تحسين ما هو سيءٌ بطريقةٍ وديةٍ تهدف إلى تصحيح الخطأ إن وُجِد} وبذلك يكون نقد بناء ويؤدي لهدف إيجابي.

والنوع الثاني من المصطلح:- ( بالنقد الهدَّام )هو الإشارة إلى الخطأ ولوم صاحبه، وغالباً ما يأتي هذا النقد من أشخاص عديمي الخبرة والمعرفة، {وهدفه الظهور أمام الآخرين، وذلك بالبحث عن أيِّ ثغرةٍ بسيطةٍ أو نقطة ضعف في الحدث ليبني آراءه حولها ويأخذ دور الناصح والمهتم } ويحوِّل الحدث إلى موضوعٍ (سلبيٍّ )مهما كان يحمل من (إيجابية).

فالنقد الأعلامي ليس عشوائيا بل له معايير محددة يجب أن تتوفر في الناقد الإعلامي؛ منها توفر موهبة النقد لديه بحيث يتسنى له الإمكانية على تقدير المواد وفرز العمل المتقن من العمل السيئ بجانب التأهيل العلمي، بحيث يكون الناقد متخصصاً في المواضيع التي يتصدى لنقدها  بإمكانات ثقافية تجعله قادراً على طرح رأيه علميا بحيادية وأن يكون منصفاً ليكون نقده نزيهاً وبعيداً عن التعصب وأن يبدي رأيه بناء على (معايير علمية مادية) بعيداً عن العواطف -والمسائل الشخصية -أو المحاباة - أو التطاول على قيمة الآخرين-، بجانب {التزامه بالأدب }بحيث يتفادى الإساءة للآخرين بألفاظ بعيدة عن الذوق ويوجه {نقده للفكرة}{لا للأشخاص}، بينما.. أن يتحلى الناقد الإعلامي ..بمعايير الأمانة -والصدق -وتوضيح :{سلبيات وإيجابيات }العمل المختلفة وغيره.

وهناك ابرز الفروقات في الأعلام (البناء والهدام) نذكر بعض منها في نقاط مختصرة ألا وهي:-
الفرق في الإعلام البناء:-
١ / يستخدم أساليب علمية.
٢ / نقدا متخصصا وعلميا، قائما على دراسة تخصصه.
٣ / يحرص على نصيحة الأشخاص ويُلمح قبل أن يصرح .
٤ / هدفه الحقيقة المجردة وتحسين الأوضاع.
٥ / يرى أن رأيه يمكن أن يؤخذ به، ويمكن معارضته.
الفرق في الأعلام الهدام:-
١ / يقوم على السب والتجريح الشخصي.
٢ / ينتقد أفكارا لا يلم بها ويتكلم في غير مجاله.
٣ / يتعمد فضيحة الأشخاص.
٤ / همه أن يكسب الموقف ويثبت أنه انتصر في النهاية.
٥ / لا يرى في أي فكرة سوى الجانب السلبي فقط.
بينما (النقد الأعلامي في مجتمعنا والمنتشر الآن يتصف بطابع ).. الا وهو  طابع انتقاد حاد أو صيد الكاميرا أو صيد الأخطاء بهدف الحقد والحسد و الإساءة والانتقام لنجاحات الأخرين  فقط وليس لتصحيحه ، وهو بحد ذاته يعتبر نقد هدام . 

(النقد الاعلامي ومسؤول العلاقات)
النقد البناء بيساعد مسؤول العلاقات العامة كثير ولا نراه يعيقه أو يعيبه
فنقد عمل ما أو برنامج ما أو مُنتج ما ... يؤدي بمسؤول العلاقات العامة لنقل هذا النقد على المسؤولين في مؤسسته أو وزارته ليتم تطوير وتحسين هذه الخدمة المقدمة أو تحسين هذا العمل، أو تقديم العمل بشكل ايجابي يساعد في توزيع المنتج أكثر و أكثر ، ويجعل الجمهور يتقبل هذا العمل أو المنتج بشكل جيد وبشكل ايجابي.
فانتقاد مسؤول العلاقات العامة لايكون نقد لشخصه بل للمنشأة التي يعمل فيها أو المنتج الذي يخرج من عندهم،
فالنقد يؤدي فيه لتحسين الخدمة المقدمة أو تحسين المنتج الذي يقدمه،
فالنقد هنا نقد ايجابي وليس فيه أي نوع من النقد السلبي لمسؤول العلاقات العامة .

*بقلم الكاتبة والمحررة الصحفية
مها القرني .
عضو أكاديمية ايجانما الدولية التعليمية .*